كيف كثر بعدي الأمراء
أنصفتني يا رب في خلق وعطاء
وتركتني العن حظي واندب البقاء
ما الموت بصعب ولا الحياة ولكن
ما أصعب الموت لطالب الفناء
على أني حين شقيت خبلت
ولكن حين خبلت زاد الشقاء
فما الدمع مجديا أو راحم أسى
ولا قسمتي كانت بين الناس سواء
فانظر الناس قبيح فعلهم استوى
وصحيح فعلي أضحى باطن الخفاء
فلا خيرا رأوا مني بعد هذا
إلا خبيث الفعل كان مني سقاء
فأشجان ليلي وماض كان حلما
اختبوا بين صحف ونفوس الضعفاء
يا من سقيت بدمعي مكانه لما
ألم بقربي فألم بجنبي الم وداء
يرعاك بعدي نظير يحرسك ساهرا
وانظر بعدي كيف كثر الأمراء
فكيف لضعيف الأمر بمجد يصنعه
إن الأمجاد بغير تعب لا تضاء
ولكن شيد المجد الشامخ على الذرى
بكتف فقير منهك ساده الأقوياء
فأحذر من مجد مشيد على ضعف
إن الأمجاد بغير تعب لا تضاء
فالناس لوامة والنفس تواقة وانأ
بين هذا وذاك محطم أشكو الوفاء
قالوا للناس أمر يعلمه الله وان
الناس قد خلقوا فيه شركاء
فكيف لشريك أمنته دهرا خانني
وكيف لأمة اله واحد عبادة النساء
من هذيان صائب القاضي