الإثنين ديسمبر 26, 2011 10:37 am
رسالة بيانات كاتب الموضوع
قصة الصحابي الجليل ابو بكر الصديق رضي الله عنه المعلومات الكاتب:
اللقب:
{ ـآلْأَعْضًآْء •~
الرتبه:
الصورة الرمزية
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
موضوع: قصة الصحابي الجليل ابو بكر الصديق رضي الله عنه
قصة الصحابي الجليل ابو بكر الصديق رضي الله عنه قصة الصحابي الجليل ابو بكر الصديق كعادته كل مساء جلس الجد (ابوعثمان ) بين احفاده الثلاثة (علاء) و( سمية ) و (ايمن ) الذين التفو حوله ليستمعوا الى حديث جديد من احاديثه اليومية الممتعة قال الجد ابوعثمان : -حدثكم فيما مضى من الليالي يا احفادي عن السيرة النبوية الشريفة من خلال تاريخ الاسلام في فجره واشراقته ومن خلال حياة رسول الاسلام (صلى الله عليه وسلم) ومن حق الصحابة الكرام علينا يا احفادي ان نتعرف على سيرتهم كذلك فانهم انصار رسول الله الذين جاهدو معهم باموالهم وانفسهم في سبيل نشر دين الله في ارض الله وسكت الجد برهة قصيرة ثم اضاف يقول : -وفي مجلس الليلة يا احفادي نطالع صفحات من حياة الصديق ابي بكر اول خليفة تولى امر المسلمين بعد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) وابتدرت سمية جدها بالسؤال -هل لنا ان نعرف يا جدي ان كان هذا هو اسم الخليفة الاول ام انه كان يعرف باسم آخر؟! قال الجد مجيبا حفيدته : -اما ( ابوبكر) فهي كنية هذا الصحابي الجليل واما اسمه فانه (عبد الله ) وبعض المؤرخين يقول ان اسمه (عتيق) ولهذا الاسم قصة معروفة في كتب التاريخ قال علاء مستفسرا : -وما تلك يا جدي ؟ هل تتفضل بحكايتها لنا...؟ قال الجد ابو عثمان : -حسنا يا بني ... فلنطالع اولى صفحات حياة الصديق ابو بكر رضي الله عنه : -بينما كان ابو قحافة جالسا مع بعض اصحابه بجوار الكعبة .... اذ بغلام خادم له .. قادم نحوهم مسرعا .. فما يلبت ان يشير الى سيدهابي قحافة ...فينهض ليستطلع منه الخبر -ماذا وراءك يا غلام ؟! -خبر يسر قلبك ويسعد نفسك يا سيدي ابا قحافة -لعلك تعني ان زوجتي ام الخير قد ولدت اليس كذلك يا غلام ؟! -اجل يا سيدي ... وانجبت مولودا ذكرا ... وهي الآن في انتظار ان تتجه اليها لتحمل الطفل .... فتطوف به حول الكعبة لتباركه لعل الله يحفظه ويرعاه فلا يموت كما مات كل اخوته من قبل قال ابو قحافة : -حسنا ... حسنا هيا بنا ...... واخد ابو قحافة مولوده الجديد ... فمضى به الى الكعبه ... فطاف به سبعة اشواط ... ثم قال متوجها الى الله : -اللهم ان هذا عتيقك من الموت فهبه لي يا رب ... كان هذا دعاء ابو قحافة ؟؟؟كما كان رجاء ام الخير .... ان يحفظ الله ولدها من الموت وسمياه عتيق على امل ان لا يصيبه ما اصاب اخوته السابقين الذين كانت تضعهم ام الخير امواتا حتى رزقها الله بعتيق واتفق الابوان ان تكون كنية ولدهما ( ابا بكر) تشبيها له بالفتى الابل الذي تسميه العرب (بكرا ) قال الجد ابو عثمان : -وتمضي الاعوام والسنوات .............زز ونطالع الصفحةالتانية من حياة هذا الصحابي الجليل (رضيالله عنه ) في مجلس حول الكعبة ض بعض شباب مكة من آل قريش .. كان الحديث يدور بين القوم عن تلك الاصنام الحجرية المنصوبة كاللعنات حول الكعبة بيت الله الحرام وبينما هم يتجادبون اطراف الحديث في ذلك .. اذ مر بقرب مجلسهم شابان من شباب قريش .. فتبدد حديث القوم عن الاصنام وتركز على هاذين الشابين اللذين مرا بقرب القوم قال احد الجالسين : -اعجب يا قوم لهاذين الشابين .. لا يفترقان حتى كان احدهما ظل للاخر وقال آخر مبدئا استغرابه : الاعجب من ذلك يا قوم ان هذين الشابين لا يشاركان قومهما في عادة ولا في عيد وقال ثالث حقا ..... حقا .. فلم نجدهما يوما يلهوان معنا ولا هما يشربان الخمر .. او يتعاطيان لعب الميسر [ القمار ] ... كانهما خلقا من طينة غير طينتنا ؟؟؟! وقال احد الجالسين مؤكدا عجبه واستغرابه : -حقا ان امرهما لعجيب وغريب ومر بالمجلس رجل من قرش فرأى القوم منصرفين بحديثهم عن كل من حولهم حتى انهم لم يردوا عليه السلام .. فسالهم مستغربا : -اى حديث يشغل شباب مكة حتى انهم لا يردون على عمهم تحيته ؟ -قال احد الجالسين : --عذرا يا عم ... لقد كنا نتحدث عن الصادق الامين وصديقه الحميم ابي بكر -قال الرجل : -اتعنون محمدا ابن عبد الله و عتيق ابن ابي قحافة ؟! -اجل ياعم -قال الرجل : -انهما من خيرة شباب مكة لاريب ... لم نعهدهما يسجدان للاصنام ولا يجاريان قومهما في لعب الميسر وشرب الخمور بل لم نجرب عليهما شيئا من الكذب والبهتان ... حقا انهما من خيرة شباب مكة قال الجد ابو عثمان : فهذه هي الصفحة الثانية في حياة الصديق ابي بكر ومن خلالها يمكننا ان نتعرف على ملامح شخصية هذا الصحابي الجليل في شبابه .... فنراه فتا عفييفا طاهرا حسن الخلق والسيرة قد اكرمه الله بصحبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) منذ صباه الباكر وهنا سأل ايمن جده : -اتعني يا جدي اانهما كانا في عمر واحد ....؟ -قال الجد مجيبا حفيده : -بل كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يكبر ابا بكر بسنتين اتنين .... و لعل من المفيد ان اذكر لكما هنا .. ان ابا بكر رضي الله غنه .. قد توفى بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بسنتين اتنين كذلك... قالت سمية تسأل جدها : -هل لك ان تحدتنا عن اسلام ابا بكر يا جدي ؟! -حسنا يا بنيتي ... فان هده هي الصفحة الثالثه التي نطالعها في حياة الصديق ابا بكر (رضي الله تعالىعنه وارضاه) حين بعث الله محمدا (صلى الله عليه وسلم ) رسولا .. وامره بتبليغ دينه ودعوته الى الناس صدع رسول الله بأمر ربه ... وتهاذى الى اهل مكة خبره... فسارع بعض رجالات قريش الى ابي بكر وقرعوا بابه ذات يوم ... فخرج اليهم يستطلع النبأ -ماذا وراءكم يا قوم ..؟ -صاحبك يا ابا بكر ...! -قال ابو بكر وقد اهمه الامر : -محمد بن عبدالله ..؟ ماذا ...؟ هل اصابه اي مكروه ؟! -لا يا ابابكر ..بل نحن الذين اصابنا منه مكروه واي مكروه !! -قال ابوبكر مستغربا : -ماذا تعنون يا قوم ؟! -قال احدهم ساخرا : -ان صاحبك يا ابابكر يدعي انه نبي ارسله الله الينا نذيرا بين يدي عذاب اليم -قال ابو بكر وقد اشرق وجهه : -فالى اي شيء يدعوكم يا قوم ؟! -قال احدهم : -انه .. انه يدعونا لعبادة رب واحد .. والاقلاع عن عبادة الألهه التي وجدنا اباءنا لها عابدين .. -قال ابوبكر : -اذن فقد قال ذلك ؟! -اجل يا ابا بكر .. وقد جئناك اليوم لتحدث صاحبك في امره هذا .... فانا لانطيق سماع هذا الذي يقوله ..ز ويدعو اليه محمد -قال ابو بكر: -فامضو الان الى شانكم ... فاني ماض الى صاحبي لاستطلع منه النبأ -قال الجد ابو عثمان : -ومضى القوم الى شانهم واتجه ابو بكر من فوره الى محمد فلما لقيه قال : -احقا ما حدثني القوم عنك يا ابا القاسم ؟! -قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) -فما الذي بلغك عني يا ابا بكر ؟! -بلغني انك تدعو الى توحيد الله ... وانك نبي ورسول من الله -قال النبي (صلى الله عليه وسلم ): -نعم يا ابابكر ان الله جعلني بشيرا ونذيرا .. وحملني دعوة التوحيد .. وارسلني الى الناس جميعا داعيا الى دين الله الحنيف -قال ابو بكر واثقا مطمئنا : -والله ما جربت عليك كذبا يا ابا القاسم وانك لجدير بالرسالة .. هات يدك فاني مبايعك .. واني اشهد ان لا اله الا الله .. وانك يا محمد رسول الله... قال الجد ابو عثمان : - كان بوبكر رضي الله عنه .ز اول من اسلم من الرجال ... وكانت خديجة زوجة النبي (صلى الله عليه وسلم) اول من اسلم من النساء .... كما كان علي بن ابي طالب اول صبي اسلم وامن بمحمد وهنا سأل علاء جده : -ولكن ماذا عن القوم الذين ارسلوا ابوبكر ليحدث رسول الله (صلى الله عليه وسلم )فيما اهمهم من امره .. يا جدي ...؟ -قال الجد مبتسما : -حقا لقد ذكرتني مانسيت يا بني فلنستمع معا هذاالحوار الذي دار بين القوم في مجلسهم بعد ذلك : -هل بلغك نبأ ابو بكر ... يا عتبة ؟! -اي نبأ تعني يا ابا جهل ؟! -قال ابو جهل : -لقد انذرتكم عاقبة مفاتحة ابو بكر بحديث محمد فقد وقع ما كنت احذره يا قوم ... -قال عتبة بن ربيعة مغضضبا : -ماذا تعني يا ابا جهل ؟! -اعني ان ابابكر الذي ارسلناه ليصرف محمد عن بدعته التي جاءنا بها قد اسلم وامن بمحمد واعتنق دينه وهذا ما كنت احدره واخشاه فاني اعرف ابابكر وادرك مدى حبه لمحمد وصحبته له منذ صباه -قال احد الجالسين : -بل ان ابابكر قد تجاوز مرحلة الايمان بمحمد الى الدعوة لهذا الدين الجديد الذي جاء به مخالفا كل ما الفناه من دين الاباء والاجداد ......... حتى قد اسلم على يده رجال من قريش بينهم عثمان بن عفان ... وطلحة بن عبيد الله ... والزبير ابن العوام .... وغيرهم -قال عتبه بن ربيعة وقد شغل الامر كل تفكيره : -لابد اذن من اتخاد موقف جديد و صارم من محمد ودعوته قبل ان يتفشى امره في قريش كلها فماذا تقول يا اباجهل ؟! -قال ابوجهل: -الراى عندي يا قوم ان نتبع المؤمنين بمحمد فنقتلهم واحدا بعد اخر -قال عتبه بن ربيعة : -لا يا اباجهل ... ولكنا نقتل محمدا فيكفينا ذلك شر دعوته التي جاء بها ليصرفنا عن الهتنا ... ويخرجنا عن دين اباءنا و اجدادنا الى دين اكثر انصاره من الموالي والعبيد والفقراء -قالت سمية تسأل جدها : -ولكن .. هل حاول الكفار قتل رسول الله يا جدي ؟! -قال الجد ابو عثمان مجيبا حفيدته : -لقد حاولو ذلك مرارا .. ولكن كان لمكانت عمه ابي طالب .. ونصرته لابن اخيه .. اثر في فشل كل تلك المحاولات فلما مات ابوطالب .. عزم الكفار على قتل محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وذات يوم وقف اتنان من كفار قريش في وجه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يريدان قتله حتى انهما احكما ايديهما حول عنقه الشريف يريدان خنقه و المسلمون يرون ذلك فلا يجرؤ أحد منهم على التدخل لانقاذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ... لضعفهم يومذاك ... وقلتهم .. -وبينما كان الكافران يحاولان قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ بابي بكر يقبل عليهما بجسمه النحيل ووجهه الشاحب يهذر قائلا : -ويحكم اتقتلون رجلا لا ذنب له الا قوله : -لا اله الا الله ؟! -وتقدم ابو بكر ليمنع الرجلين من اصابة رسول الله باي مكروه .. وراح يدفعهما بعنف وهو يقول : -والله انه لرسول الله جاءكم بالبينات من ربكم وجاءكم بالهدى والنور -وووترك الرجلان رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) وامسكا بابي بكر .. ثم انهالا عليه ضربا .. حتى سالت الدماء من وجهه ويديه .. وسقط على الارض في اغماء واعياء فجاءت زوجته تنضخ وجهه بالماء حتى افاق من اغمائه .. كان اول ما قال : -ما حدث لرسول الله ؟! -قالت زوجة ابو بكر تطمئنه : -هو بخير يا ابا بكر -قال : -خدوني اليه .. فاني اريد ان اطمئن عليه ..وحمل ابو بكر مثقلا بجراحه والامه الى رسول الله ( صلىالله عليه وسلم ) فلما راه واطمئن عليه قال : -كل مصيبة بعدك هينه يا رسول الله .. بابي انت وامي -قال الجد ابو عتمان : -فتلك صفحة من صفحات حياة ابي بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه .. تصور لنا شخصية هذا الصحابي الجليل وهو يذل روحهونفسه فداء لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولقد كانت حياته رضي الله عنه سلسلة من التضحيات في سبيل الله ومن اجل نصرة دين الاسلام فقد جغل كل ماله وممتلكاته في خدمة هذاالدين الحنيف بعد ان بدل نفسه وروحه في سبيله -وهنا سال ايمن جده: -فهل لك يا جدي ان تحدتنا عن بعض مواقف بذله في سبيل الله؟! -اجاب الجد حفيده : -حسنا يا بني : -لقد كان ابو بكر حريصا على التقرب من الله بفكاك العبيد وتحريرهم من استعباد اسيادهم الكفار لهم وقد مر يوما بقرب منزل الكافر( اميه بن خلف ) فوجده يعذب بلالا الحبشي بسبب اسلامه واعتناقه دين محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فاشتراه منه واعتقه لوجه الله واعتق عبيدا اخرين غير بلال وكان ذلك يكلفه الكثير من المال الذي كان ابوبكر رضي الله عنه يحتسب تعويضه بما عند الله من الاجر والتواب ... -وتمر الايام والسنوات... ويؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة الى المدينة المنورة ليلحق باصحابه من المسلمين الذين سبقوه مهاجرين اليها على اثر اشتداد المحن على المسلمين في مكة مما يلقونه من اضطهاد المشركين وايذائهم فيها -قال الجد ابو عثمان : -كان ابو بكر رضي الله عنه يستاذن الرسول في الهجرة من مكة ال المدين مع اخوانه المهاجرين لكن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يامره بالتريت لعل الله يهيء له صاحبا في هجرته ... ولم يتمالك ابو بكر نفسه فبكى فرحا حين علم بعد طوال انتظار ان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قد امر بالهجرة وان ابابكر سيكون رفيق سفره وهجرته -قال علاء -هذا حدث عظيم في تاريخ الاسلام وانا اعتقد ان القران الكريم قد سجله لنا باسلوبه المعجز .. اليس كذلك يا جدي ؟! -اجل يا علاء يا ولدي واهنئك على هذه اللفته الذكية -قالت سمية : -فهل تحكي لنا يا جدي قصة هذا الحدث العظيم في ضوء البيان القراني المشرق -حسنا يا بنيتي لكن بشرط - قال الاحفاد الثلاثة معها : -ونحن راضون بشرطك يا جدي ولو لم نعرف ما هو -قال الجد ابو عثمان : -شرطي يا ابنائي ان تعاهدوني على حفظ النص القراني الذي ساتلوه عليكم .. والذي سجل لنا قصة النبي الكريم وصاحبه اب بكر من مكة الى المدينه المنورة -قال الاحفاد الثلاثة: -حسنا يا جدنا العزيز والانتفضل بتلاوة النص القراني -وشرع الجد ابو عثمان يتلو قول الله تعالى في سورة التوبة -( الا تنصُروهُ فقدْ نصَرَهُ اللهُ إذْ أخرَجَهُ الذينَ كفَروا ثانيَ اثنيْنِ إِذهُما في الغارِ إِذْ يقولُ لصاحِبِه لا تحزنْ إِنًّ الله معَنا فأنزَلَ الله سكينتَهُ عليْهِ وأيَّدَهُ بجُنودٍ لمْ ترَوْها وجعَلَ كلمةَ الّذينَ كفَروا السُّفْلى وكلمةُ اللهِ هِيَ العُلْيا واللهُ عزيزُ حكيمُ ) -وعندما ختم الجد الآية القرانية الكريمة بقوله : -صدق الله العظيم ابتدرته حفيدته سمية بقولها : -اني ارجوك ان توضح لي معنى النص القراني الكريم ... الذي تلوته علينا الان ... -قال الجد ابو عثمان : -اذا تتبعنا خيوط القصة في روايتها التاريخية زال كل لبس واشكال ... وامكننا الوقوف على معاني هذا النص القراني الكريم ... -فالى مكة من جديد .. لنتابع احداث هجرة النبي الكريم وصاحبه ابي بكر -وقال الجد متابعا حديثه : -اعد ابو بكر لوازم السفر حين علم بامر الهجرة ..ز والتمس كل الاسباب الكفيلة بانقاذ النبي الكريم من براثن الكفار .. وعدم افتضاحامره او معرفة الطريق الذي سيسلكه الى المدينة المنورة ... -لقد سخر ابو بكر ابناءه خير تسخير لضمان نجاح الخطة فكان على ابنته (اسماء) ان تؤمن الطعام الازم .. كما كان على ابنه (عبدالله) ان يوصل الطعام الى المهاجرين اول باول .. ثم كان على راعي غنم ابي بكر ان يتبع آثار النبي وصاحبه .. فيموحها ويزيلها باثار سير قطيع الغنم لكي لا تعلم قريش بتحركات النبي الكريم وطريق هجرته .. وارتحل النبي وصاحبه من مكة سرا وسارا اياما وليالي حتى اواهم المبيت الى كهف كان يسمى (غار ثور ) .... - ووقف ابوبكر رضي الله عنه بباب الغار ... وقال للنبي الكريم( صلى الله عليه وسلم ) : -والله لا تدخله حتى ادخله قبلك ... فان كان فيه وحش اصابني دونك يا رسول الله ... -وذخل ابوبكر (غار ثور ).. وراح يتفقد الثقوب التي في جدرانه فيسدها بقميصه الذي مزقه لهذا الغرض مخافةان تخرج مكنها حية او اي حيوان يصل الى رسول الله بأي مكروه -وحين اطمأن ابوبكر لذلك .. دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فدخل الغار وهو يدعو لابي بكر بخير جزاء من الله تعالى .. وبات المهاجران الكريمان تلك الليلة في غار ثور.. وفي صباح اليوم التالي راى ابو بكر ما اذهله .. -قال علاء مستفسرا باهتمام : -فماذا راى يا جدي ؟! -راى باب الغار وقد نسجت عليه العنكبوت خيوطها وراى حمامتين قد عششتا بباب الغار وقعدتا على بيضهما فبداالغار كانه مهجور لم يدخله احد منذ زمن بعيد -ولكن الذي زاد من دهول الصديق ابي بكر انه سمع اصواتا وجلبة فلما ركز انتباهه وحاول ان يتبين حقيقة الاصوات ادرك انها اصوات مالوفة له وعرف منها صوت ابي جهل راس الكفر في مكة كان ابوبكر رضي الله عنه رقيق القلب .. سريع البكاء فلما سمع اصوات المشركين غلبته دمعته فبكى خوفا على رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) -ولما راه النبي الكريم يبكي قال ( صلى الله عليه وسلم ) : -ما يبكيك يا ابابكر ؟! -والله ما على نفسي يا رسول الله ولكن ابكي خوفا عليك -ويرد عليه الني مطمئنا -لاتحزن .. ان الله معنا -وهنا يسكن روع الصديق بما يكسب الله في قلبه من السكينة والطمانينة و بينما رسول الله وصاحبه في ذلك اذ بحوافر خيل المشركين تقترب من الغار حتى يقيفو بباب الغار ويخاطب الصديق رسول الله بصوت خافت : -يا رسول الله .. لو نظر احدهم الى موضع قدميه لرانا ...!! -ويقول النبي الكريم : -ما ظنك يا ابا بكر باثنين الله ثلثهما ؟!.. -ويتهادى الى سمع النبي وصاحبه قول المشركين -انصرفوا يا قوم .. فهذا الغار لم يدخله احد منذ زمن بعيد الا ترون خيوط العنكبوت تغطي باب الغار ..؟! وهاتان الحمامتان ما كان لهما ان تعششا لو لم تامنا الى هذا الغار المهجور ..هيا انصرفوا يا قوم لنتبع محمد وصاحبه قبل ان يصلا المدينة ويفلتا من قبضتنا ...وتابع المهاجران رحلتهما بعد انصراف الكفارعن غار ثور مطمئنين الى رعاية الله وحفظه واقام الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في المدينة المنورة وارسى فيها دعائم الدولة الاسلامية وجاهد الكفار في غزوة بدر واحد والخندق وسائر غزواته ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يكن ابابكر يقارقه في ذلك كله .. بل كان من القلائل للذين ظلو حول النبي يردون عنه كل اذى .. مفتدين رسولهم بارواحهم وانفسهم كلما اشتد بأس الحرب ... ويوم فتح الله على نبيه مكة جاء ا بكر الصديق بابيه ابا قحافة وكان قد بلغ سن الشيخوخة والعجز حتى انه قد فقد بصره ولم يكن الى ذلك التاريخ قد اسلم بعد فجاء به ابنه ابو بكر الى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فلما راه رسول الله قال له مجاملا: -هلا تركت الشيخ في بيته حتى اكون ان اتيه يا ابا بكر ؟! -قال ابوبكر رضي الله عنه : -هو احق ان يمشي اليك من ان تمشي اليه يا رسول الله..ز -ثم مسح النبي على صدر ابوقحافة وقال : اسلم ..ز -فنطق ابو قحافة بالشهادتين واعلن اسلامه وقد سعد ابوبكر بذلك حتى بكي فرحا وسرورا باسلام ابيه -قال الجد ابو عثمان : -ولما اتم الله نعمته على المسلمين واكمل لهم دينهم قضت مشيئةالله ان يختار نبيه الكريم الى جواره وحين اصيب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بمرضه الذي توفي فيه كان النبي ينيب عنه ابا بكر ليصلي بالمسلمين اماما ولقد راجعته زوجته عائشة بنت ابي بكر في ذلك مرارا ... مبدية سبب رغبتها بان ينيب النبي اي رجل من المسلمين غير ابابكر لما تعرفه في ابيها من رقة القلب وشدة البكاء لقراءة القران ولكن النبي ظل مصرا على ان ينوب عنه في الصلاة بالمسلمين ابابكر ولا احد غير ابابكر .. كيف لاوهو يعلم ان احدا من المسلمين لم يكن ليبلغ درجة ابي بكر عند الله تعالى فقد صدق النبي حين كذبه الناس ونصره بماله ونفسه واهله ولم يكن احدا ليسبق الى خير ولا معروف كابي بكر رضي الله عنه وارضاه -واطرق الجد ابوعثمان برهة ثم قال : -لقد كانت مصيبة المسلمين فادحة بانتقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الى الرفيق الاعلى حتى انهااذهلت عقولهم و فزعت قلوبهم وروعت انفسهم وبدا الناس فيها حيارى حتى لقد انكر بعض المسلمين موت النبي الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) ... الذي كان ملء القلوب والاسماع والابصار..... و ملء الدنيا كلها ... وكان هذا الموقف الرهيب يقتضي وجود شخصية صارمة ترد الناس الى رشدهم وصوابهم .... واقبل ابو بكر ..... حتى دخل على رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) وهو مغطى ... فكشف عنه الغطاء وقبله ثم خرج الى الناس ..... فقال في حزم وصرامة: -ايها الناس .. انه من كان يعبد محمدا ..ز فان محمدا قد مات .. ومن كان يعبد الله ... فان الله حي لا يموت ... ثم تلا على اسماعهم قول الله تبارك وتعالى : -(وما محمَّدٌ إلا رسولٌ قد خلَتْ من قبلِهِ الرسُلُ أفإنْ ماتَ او قُتِلَ انقلبتُمْ على اعقابِكُمْ ومَنْ ينقلِبْ على عقِبَيْهِ فلنْ يضُرَّ اللهَ شيئاً وسيجزي اللهُ الشاكرينَ ) - ******************************* -لقد ارتجت مكة لموت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وحين سمع ابوقحافة النبأ سأل القوم عمن تولى الامر بعد النبي الكريم .. فقالوا : -لقد بايع الناس ابنك ابابكر بالخلافة ... -فقال ابو قحافة وقد غلبه البكاء: -لا مانع لما اعطى الله ولا معطي لما منع -قال الجد ابو عثمان : -وانما بكى ابوقحافة لما يعلمه منرقة قلب ابي بكر .. وهو يعلم ان امر الخلافة عظيم وخطيريتطلب رجلا حازما لايعرف الهوادة ...... لكن ابابكر الصديق الذي عرفه الناس برقة قلبه .. وطول سكينته وهدوئه ولين جانبه ومعشره كان عند ظن رسول الله به حين تولى هذا الامر الخطير... -ووقف ابو بكر الصديق الذي عرفه الناس برقة قلبه وطول سكينته وهدوئهولين جانبه ومعشره .. كان عند ظن رسول الله به حين تولى هذا الامر الخطير ... -ووقف ابوبكر في وجه كل من حاول تمزيق وحدة المسلمين ... او اضعاف قوتهم .. وقفه حازمة شديدة لم يكن احد يتوفعها من هذا الرجل المعروف بالرقة واللين وكثرة البكاء بين يدي الله لقد جابه المرتدين عن الاسلام وحاربهم بكل قوة وباس حتى قضى على فتنتهم واخمد نارها ... -وجابه ابوبكر مانعي الزكاة فقال معلنا رايه في صرامة وحزم : -والله لاقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ...ولو انهم امتنعوا عن اداء شيء كانوا يؤدونه الى رسول الله لقاتلتهم عليه .. -فتلك مواقف صارمة سجلها التاريخ للخليفة الاول بحبر من نور ... وراى الناس ابابكر المعروف بالرقة واللين بين يدي الله ورسوله ..... ينفلب اسدا قوي الباس في مواجهة الفتن التي عصفت بالاسلام بعد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ثم ختم الصديق ماثره بجمع لناس على مصحف واحد حين اشتد القتل بالمسلمين في محاربة المرتدين فقد استشهد كثيرا من الصحابة القراء الذين كانوا يحفظون القران حتى خشي الناس ضياع شي منه .. -وبادر عمر بن الخطاب يشير على ابي بكر ان يجمع القران من الصحف التي بحوزة بعض المسلمين ومن صدور الذين يحفظونه -وتخوف ابوبكر في بداية الامر.ز وقال لعمر : -زكيف افعل شيء لم يفعله رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟! -قال عمر رضي الله عنه : -هو الله خير يا ابابكر .. ومازال يراجعه فيه حتى شرح الله صدر ابي بكر لهذا الامر .. -وعهد ابوبكر بذلك الى الصحابي الجليل زيد ابن ثابت الذي كان يكتب القران مع من يكتبون لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فراح زيد يجمع القران من الصحف المكتوبة ومن صدور الحفاظ حتى جمعه كله .. فكان عنده طيلة ايام خلافته ثم كان عند عمر بن الخطاب الذي تولى الامر من بعده -قال الجد ابو عثمان : -سنتان من الجهد والجهاد قد انقضتا على قيام ابي بكر بالخلافة ارسى فيهما دعائم الدولة الاسلامية على الحق والعدل حتىاصبحت دولة قوية مرهوبة الجانب موفورة الامن والسيادة ... تاتيها وفود الملوك معلنة خضوعها وانقيادها لها ثم اصابت ابابكر الحمى حتى اشتدت عليه وطاتها .. فامر عمر بن الخطاب ان يصلي بالناس اماما .. فلما احس ابوبكر بدنو اجله جمع الناس وجعل يستشيرهم في شان عمر بن الخطاب حتى اطمئن الى ثقتهم به واجماعهم على فضله رضي الله عنه ... -فاعلن ابو بكر بعد هذه المشورة ان الخليفة من بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه -ذلك هو ابوبكر الصديق رضي الله عنه .. كان كما قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لقد كان كما قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )(( ضعيفا في بدنه قويا في امر الله.....متواضعا في نفسهعظيما عند الله تعالى... جليلا في الارض كبيرا عند المؤمنين )) -ولما وسد رضي الله عنه قبره بجانب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .. وقفت ابنته ام المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها فقالت : -نضر الله وجهك يا ابتاه ... وشكر لك صالح سعيك ... فقد كنت للدنيا دذلا باعراضك عنها .. و للاخرة معزا باقبالك عليها ... -قال الجد ابو عثمان : -وقد التمعت عينيه دموع حبسها حياءً من احفاده الصغار : -كانت تلك صفحات من حياة الصديق ابي بكر رضي الله عنه و قريبا نطالع صفحات صحابي اخر من صحابة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) رضي الله عنهم وارضاهم اجمعين ان شاء الله -وتمتم الاحفاد الثلاثة (علاء ) و ( سمية ) و (ايمن ):
الموضوع الأصلي : قصة الصحابي الجليل ابو بكر الصديق رضي الله عنه // المصدر : منتدى احساس جرح // الكاتب: مواطنة مصرية مواطنة مصرية ; توقيع العضو