أّلّمْ تكونــــــــــــي؟
قفي فوق المجرة والتقينــــــي
فهذا الكون أوغل في جنونـــي
ورشَّ الملح في أعماق جرحي
ففاض الحزن يسبقه أنينــــــي
على طرف المجرة لا تخافــــي
فليس سوايَ أجلس فاتبعينـــي
جلستُ هناك والأفلاك حولــــي
وبدر الليل يجلس عن يمينـــي
وحدّثَني فسال الشوق منــــــي
ألا يا بدر لو تدري حنينــــــــي
ليالِ الهجر أدمت لي فـــــؤادي
رذاذ الشك حطم لي يقينـــــــي
وطال الشوق والأيام تمضــــي
وهذا العمر يهجرني سنينـــــي
جرار العمر قد شرخت فسالـت
ستفرغ بعد حين صدقينــــــــي
وهذا الشيب أحرق ليل شعـري
كثلج الموت برد يعترينـــــــــي
سأقسم بالبنفسج حين أمضــي
لأسقي اليوم روضة ياسمينــي
بأني حين جفّ اليوم حبـــــري
فأدمعت المحاجر ملئ عينــــي
وقطّعتُ العروق وذاك حبـــري
لأكتب للبنفسج عن شجونــــي
فمالي اليوم لا ألقاكِ حتــــــــى
بنومي أو بصحوي أو سكوني
نذرتُ اليوم للأحزان شعــــري
فلا فرح سأكتب فاقرئينــــــــي
فموتي بالبنفسج كان ذنبــــــي
وكان الحلم يسقيني منونــــــي
أناشد فيكِ كل النـــــــاس ردي
بهذا الحلم كنتِ؟ أَلَمْ تكونــــي؟
أراني اليوم قد ضيّعتُ نفســـي
بحلم كان يرسمه سكونــــــــي
فلا بالموت زال الهم عنــــــــي
ولا بالحزن أحيا فاعذرينــــــي
ألا يا بدر لا تجزع لدمعــــــــي
فهذا الدمع يتبعه منونــــــــــي
فإن حانت وفاتي دون لقيـــــــا
فأخبرها بأن تمضي بدونــــــي
وأخبرها بأني اليوم ذكـــــــرى
فإن ما مسّكِ الحزن اذكرينـــي
أنا كالحلم والأحلام شتّــــــــــى
وفي الأضغاث قد تاهت سفيني
خذيني في ظلال النوم مرســى
وفي ذيل الرداء ألا انسجينـــي
وحين تغادريه الجسم فانســـي
ظلال الروح فيه فتسعدينــــــي
ضجيج العمر غاب ومنه ولّــى
فإن ما عاد فيه تتبعينـــــــــــي
وإن أحببتِ أن تنسين حلمــــــي
فسُلّي الروح منكِ ستُنسلينـــي
وقولي للرفاق أتى غريــــــــب
وغادر كالغريب وودعينـــــــي
ونادي في المجرة كان حلمــــاً
وما للحلم أن يسكن جفونــــي
بسام سعيد